يتأرى أن الكاتب قصد أن هذا الرجل الذي يعيش في مخيم للاجئين وسافر ودرس وأقام علاقات متشابكة وعاصر أحداثاً غيرت وجه العالم يشعر بثقل الزمن، وأن أفكاره التي اعتنقها أيضاً ذهبت في مهب الريح بانهيار الاتحاد السوفيتي. يتذكر أصدقاءه وتجاربهم القاسية وموتهم العبثي الذي جاء دون سابق إنذار، فسليم الناسك الذي يكمل بطلنا غسان نصار يقتل في حادث سير، تاركا معشوقته الشبقة أمل تصارع الحياة وحدها. وكعادة الإنسان يهرب غسان من تناقضات حياته وأوضاعه الصعبة تحت الاحتلال ليغرق في اللذة الحسية، فيقيم علاقات جنسية عميقة مع مريم اللبنانية وإليزابيل التشيلية وعابرة مع ناستيا الروسية، يبحث عن حضن يشعره بالأمان والطمأنينة ولكنه في النهاية يفشل في الحصول على الراحة النفسية ويعود إلى فلسطين يحمل هموم الحياة وكأنها قدر لا فكاك منها. فيدفن نفسه في عمل حكومي ممل ومضجر لا يحقق له أحلامه العريضة، ينتهي به الحال موظفاً في وزارة الشؤون الاجتماعية، وكأني بالكاتب يقول إن قضية الوطن المحتل لم تعد أكثر من قضية فقراء يبحثون عن المعونة.